الأندية السورية تعود إلى نقطة الصفر: أزمة التوقف وحلول إعادة الهيكلة

أكد مدرب نادي تشرين، طارق جبان، أن الأندية السورية تعاني من تراجع حاد في جاهزيتها البدنية والفنية بسبب التوقف الطويل للدوري، والذي امتد لأكثر من شهر. ووصف جبان الوضع الحالي بأنه “عودة إلى نقطة الصفر”، حيث أصبحت الفرق بحاجة إلى وقت طويل لاستعادة مستواها التنافسي.

أزمة توقف الدوري وتأثيرها على الجاهزية
في حديثه لموقع “سناك سوري”، أشار جبان إلى أن الأندية باتت تعيش أصعب فتراتها الفنية، معتبراً أن التوقف الطويل جاء في وقت كانت فيه الفرق قد بدأت بالتأقلم مع ظروف المنافسة. وأوضح قائلاً:

«الأندية تحتاج إلى شهرين على الأقل لإعادة بناء اللياقة البدنية والتكتيك الفني. ومع الغموض الحالي حول استئناف الدوري أو إلغائه، أصبح من الصعب مواصلة التدريبات بجدية».

كما أشار جبان إلى أن القرارات المتعلقة باستكمال الدوري أو إلغائه تقع على عاتق الاتحاد الرياضي العام واتحاد كرة القدم، لكن الغموض المتواصل يزيد من صعوبة الوضع.

مقترحات لتحسين وضع الدوري السوري
في ظل هذه التحديات، قدّم طارق جبان رؤيته لتحسين كرة القدم السورية، مشدداً على أهمية إعادة هيكلة الدوري. ومن أبرز مقترحاته:

إعادة إدماج أندية تاريخية:
دعا جبان إلى منح أندية مثل أمية، الجهاد، الجزيرة، والعربي فرصة المشاركة في الدوري الممتاز، مؤكداً أنها أندية تمتلك تاريخاً ودوراً كبيراً في الرياضة السورية.

التحول إلى دوري محترفين حقيقي:
وصف الدوري الحالي بـ”دوري النشاط” الذي يفتقر إلى مقومات الاحتراف، مشدداً على ضرورة الانتقال إلى دوري بمعايير احترافية تشمل البنية التحتية، التنظيم، ونظام التسويق الرياضي.

تطوير بنية الملاعب والتكنولوجيا:
أشار إلى ضرورة تحسين الملاعب وتزويدها بتقنيات حديثة مثل تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار) لرفع مستوى المنافسة والعدالة في المباريات.

صيغة جديدة للتجمعات:
اقترح تنظيم الدوري في تجمعات جغرافية وفق إمكانيات المحافظات، ما قد يسهم في تقليل الأعباء المالية والتنظيمية على الأندية.

الأمل في مستقبل أفضل
رغم التحديات الحالية، عبّر جبان عن تفاؤله بالموسم القادم، متوقعاً تحسينات ملموسة على مستوى الدوري السوري. وأوضح أن تحسين البنية التحتية، نقل المباريات، وتسويق البطولة قد يساهم في تقديم موسم أكثر تنافسية.

وأضاف:

«إذا تم توفير الدعم اللازم والتقنيات الحديثة، يمكن أن نرى دوري سوري بمستوى أعلى، ونتجاوز أزمات الماضي».

النشاط الرياضي المؤقت: مباراة كرنفالية لتعويض الركود
وسط الغموض الذي يكتنف استئناف الدوري، يسعى نادي تشرين إلى تنظيم مباراة ودية مع نادي تفتناز على ملعب إدلب. وأكد جبان أن هذه الأنشطة، رغم محدوديتها، ضرورية للحفاظ على استمرارية النشاط الرياضي في البلاد.

وختم قائلاً:

«علينا مواصلة العمل وتنظيم مثل هذه المباريات الكرنفالية لإبقاء الروح الرياضية حية في هذه الظروف الصعبة».

نحو دوري سوري جديد
يشدد طارق جبان على أن تحسين واقع كرة القدم السورية يتطلب تعاوناً جماعياً بين الأندية، الاتحاد السوري لكرة القدم، والجهات الحكومية المختصة. ويأمل أن يكون الموسم القادم بداية حقيقية لدوري أكثر احترافية وقوة.