مبادرات تركية وأردنية لإعادة تأهيل قطاع الطاقة في سوريا

جهود أردنية لدعم قطاع الطاقة في سوريا
أعلن وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني، صالح الخرابشة، عن استعداد الأردن لتزويد سوريا بجزء من احتياجاتها من الطاقة الكهربائية، مؤكداً جاهزية المملكة لإرسال فريق فني لمساعدة الجانب السوري في التأكد من كفاءة الشبكة الكهربائية لديهم. كما أعرب عن استعداد الأردن للتعاون في مجال المشتقات النفطية من خلال استيرادها، تخزينها، ونقلها إلى سوريا.

وأكد رئيس الوزراء الأردني، جعفر حسان، في جلسة مجلس الوزراء أن أمن واستقرار سوريا يعكس بشكل مباشر أمن واستقرار الأردن. وأضاف أن الحكومة، بتوجيهات الملك عبدالله الثاني، ستقدم الدعم اللازم لسوريا في مجالات بناء القدرات المؤسسية، التدريب، والتطوير، مع التركيز على قطاعات الصحة، النقل، الكهرباء، والمياه. وشدد حسان على أن الأردن سيكون دائماً إلى جانب الشعب السوري لتحقيق تطلعاته في الأمن والاستقرار.

وفد تركي يستعد لدراسة البنية التحتية للطاقة في سوريا
من الجانب التركي، صرّح وزير الطاقة والموارد الطبيعية، ألب أرسلان بيرقدار، أن وفداً من وزارة الطاقة التركية سيتوجه قريباً إلى سوريا لدراسة البنية التحتية للكهرباء والطاقة. وأوضح أن الزيارة تهدف إلى تقييم الوضع الحالي واقتراح حلول للمشكلات الكبيرة التي يعاني منها قطاع الكهرباء في سوريا، مثل انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة نتيجة نقص الوقود والغاز وتضرر محطات التوليد.

وأشار بيرقدار إلى أهمية إيجاد صيغة عملية لحل أزمة الكهرباء في سوريا، لا سيما أن البلاد تعيش تحت ضغط انقطاع يمتد إلى ثماني ساعات مقابل ساعة واحدة من التيار الكهربائي، مما يفاقم معاناة السكان.

تطورات سياسية تدعم التعاون الإقليمي
جاءت هذه التحركات بالتزامن مع تغيرات سياسية مهمة في العلاقات الإقليمية، حيث شهدت سوريا مؤخراً زيارات لمسؤولين أتراك، من بينهم رئيس جهاز المخابرات إبراهيم قالن ووزير الخارجية التركي، اللذان قاما بزيارات رسمية إلى دمشق بعد سقوط نظام الأسد في الثامن من الشهر الجاري. كما أعادت تركيا فتح سفارتها في دمشق بعد إغلاق استمر 12 عاماً على خلفية الأحداث التي شهدتها سوريا منذ عام 2011.

تأتي هذه التطورات كخطوة جديدة نحو تعزيز التعاون الإقليمي لدعم استقرار سوريا وإعادة بناء بنيتها التحتية، مع التركيز على قطاع الطاقة كعنصر أساسي لتحقيق التعافي الاقتصادي والاجتماعي.