
أعلن محافظ مصرف سوريا المركزي، الدكتور عبد القادر الحصرية، أن سوريا ستعود إلى شبكة “سويفت” العالمية خلال أسابيع، في خطوة توصف بأنها “تحوّل اقتصادي كبير” من شأنه أن يُعيد الربط المصرفي بين سوريا والعالم، بعد سنوات من العزلة بسبب العقوبات الدولية.
وقال الحصرية في تصريح لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن الحكومة السورية بدأت اتخاذ خطوات عملية لإعادة ربط البنوك المحلية بشبكة SWIFT، مشيرًا إلى أن البنية التحتية التقنية باتت جاهزة، وتم بالفعل تخصيص الرموز المصرفية الخاصة بالبنوك السورية.
تسهيلات مصرفية وتجارية في الأفق
إعادة الدخول في نظام “سويفت” تعني إمكانية إرسال واستقبال الحوالات المالية الدولية رسميًا، ما يسهل على الأفراد والشركات استيراد المواد الخام وتحويل الأموال بطريقة قانونية وآمنة.
ويُتوقّع أن تساهم هذه الخطوة في خفض تكاليف التحويلات الخارجية، التي كانت تُنفذ عبر طرق غير رسمية وبفروقات سعرية عالية، وصلت في بعض الأحيان إلى 40 سنتًا على كل دولار.
دعم لسعر صرف الليرة السورية
تأمل الحكومة أن ينعكس هذا الانفتاح المالي بشكل إيجابي على سعر صرف الليرة السورية، من خلال توفير مصادر رسمية للعملات الأجنبية، بعيدًا عن السوق السوداء، مما يعزز من استقرار السوق ويزيد الثقة بالاقتصاد المحلي.
كما يجري العمل على تأسيس صندوق حكومي لضمان ودائع العملاء في المصارف، إلى جانب دراسة إمكانية إصدار صكوك إسلامية كوسيلة تمويل جديدة، في إطار خطة إصلاح مالي شاملة.
رسالة إلى المجتمع الدولي
تأتي هذه الخطوة في وقت تتطلع فيه سوريا إلى إعادة بناء علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع دول المنطقة والعالم، بعد تغييرات سياسية داخلية وخارجية فتحت المجال لإعادة النظر في بعض العقوبات المفروضة.
وتُعدّ العودة إلى سويفت إشارة قوية للمجتمع الدولي على رغبة دمشق في تحسين بيئة الاستثمار والتمويل، وخلق بيئة اقتصادية أكثر استقرارًا وشفافية.